أعودُ بإحتضارات حبى القاسيه..
مُنزعجٌ من كلّ ما هو يدعى بالفشليه..
أحمل ُ قُرطاس الدُّنيا بيد ٍ بالية..
و أحملُ أقلامَ العَذابِ بيد ٍ ثانية..
أولُ مَرة ٍ أحسُّ بِهكذا حياة..
أول مَرة أشْعر بِهكذا دنيا..
مَلكْتُ فيها أوْصافَ الشّجن..
ورتميت ُ في زنازينِ التَّعاسة..
تَخليت ُ يا وحْدتى عَنْ وحْدتى..
تَخليتُ يا دموعى عنْ جِراحِ فؤادى..
أمْشي كَغيومِ شتاءِ حطتْ على قِممِ الجِبال..
لحافُ ثلج ٍ غَطى كلَّ المكان..
كَريحٍ عاتيةٍ صارعتْ الأمْواج..
وقاتلتْ أعالى الجِبال..
وقَلبى الذى يَنبضُ في صَدرى..
مثلُ لؤلؤةٍ في أعماقِ مُحيطٍ خبأها الزمان..
و أعود ُ منْ جديد..أبْكي على حالى..
على طفولَتى المُتجددةِ في أعماقى..
أحاولُ أنْ أعيشُها مرةً أخرى..
أحاولُ أن أنسى بكلِّ قُوتى الماضى..
أحاول فُقدانَ ذاكرتى علَّنى أنسى..
أو أجَنّ فلا آسى..
أحاولُ الصبْرَ ولكن الصبر فرَّ مِنى..
أتمسكُ بحبل ِ الأملِ .. بحبلِ الله..
و أدعوهُ في ليلايَ..
و أبكي ذُنوبي..
أرفعُ للسماءِ بَصري..
فيَخرُّ على الأرض ِوَجهي..
ما أتْعسني..
لم كلَّ هذا اليأسِ؟؟
لِمَ أُرهقُ نَفسى بما أصابني..
أينَ أنتَ يا صَبرى .. عُدْ إليْ..
حَتى يَعودَ إليَّ الإيمانْ..
أيُّ حزنٍ هذا يا أنتْ..
تَجعلني أُحاكى نَفسى..
كإنسان ٍ يَهذي .. لايَرى غيرَ ما يُحزنه..
و ما أحْزنني يا تُرى ؟؟
منْ أحزنني يا زماني ؟؟
هل نَسيتُ سببَ أَحزاني ؟؟
غريب ٌ أنا و الأغربُ مِني هذهِ التَّخاريف..
تَتساقط ُ منْ فَمى كما تَتساقط أوراقُ الخَريف..
فَقلبي باتَ مِثل صَندوقٍ منَ التّعاسة..
لا يَفتحهُ سِوى الواقعُ المَريرُ الذي أعيشه..
أتَظاهرُ بالسَّعاده..
أرسمُ الإبتسامه..
أخدعُ نَفسى بتلكَ الضحكةِ الكَبيره..
أظنَّها ستُنجيني منْ حُزنى المَدفونِ في أعْماقي..
إلى مَتى يا أشجاني ؟؟
إلى مَتى صبر ُ قَلبي ؟؟
إلى مَتى هذا العَذاب..
إرحَمني يا جَسدي..
ارحَميني يا روحي..
فأنا بِت ُّ بدونِ مَعنى..
هل أنا إنسانْ ؟؟
هل أنا الأحْزان ؟؟
أم أنا .. مُجردْ عُنوان..
إسمٌ منَ الأسماءِ العابره..
هل سَمِعَ عَني أحد ؟؟
هل لَمحني في الحياة ِ أحدْ ؟؟
اعيش ُ في غُربتي .. وحيده ٌ وحيده..
بلا وَطنٍ .. بلا حُريةٍ .. بلا كرامةِ الإنسان..
أنا مَنْ ؟؟ منْ أكون ؟؟
أتيْتُ الدُّنيا عابداً فوجدتَني فيها..
يائساً..
وَجدتَني أُقارعُ الأحزانَ حتى ..
أصبح َ رَفيقي .. نَعمْ رَفيقي..
لا عَليكُم فأنا أَهذي..
ربَّما هذه ِ نهايةٌ مَنْ ذاق
ثِمار الدُّنيا الفانيه..
معَ إني لمْ أذق فيها
أي شهوة ٍ غيرَ شَهوةِ الأحزان..
لم أكبرُ بعدْ .. لم أرَ ذلك
الجَمالُ الذي حَدثوني عَنه..
فأنا لم أخْرجُ منْ كَهفي الذي إعتكفْتُ
فيهِ منذُ كنت ُ صَغيرا ً .. عابداً زاهداً..
قيّدتُ نَفسي عنْ تلكَ الزينةُ الدُّنيويةُ..
و لم أطلقَ لها العَنان..
وما أن أبْصرتُ العالم..
وجدتُني في غَمرة ِ الأحْزان..
مَتى يا مَوتُ تَأتيني ؟؟
مِنْ أيُّ طريق ٍ تَختار .. تَعال..
لمَ تُخبرني بموعدِكَ كما هو الحالُ ياموت
مَتى شئتْ تَعال .. أنا أنتظرُك..
وإن طال إنتظارُك .. فلن أخلد في هذهِ
الدّنيا .. يَموتُ جَسدي و تَخلدُ روحي ..
لا تَغضبْ يا قارئ من كلِماتي..
لا تحزنْ أو تَتأثر على حالي..
فهذه ِ الأحزان أعيَتْني..
و هذهِ الكلمات ُ تخرجُ غَصباً عني..
لا تَلمني على قلة ِ إيماني..
لا تَلمْ ضعفي و إنْهزامي..
فأنا إنسان
إنسان